حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
هو أحمد تقي الدين أبو العباس بن الشيخ شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ مجد الدين أبي اليركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله، وتعرف هذه الأسرة بأسرة ابن تيمية ولد في العاشر من شهر ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة من بعد الهجرة النبوية، وكان مولده بمدينة حران مهد الفلسفة والفلاسفة، والصائبة والصائبين من أقدم عصور الإسلام، وقد نشأ النشأة الأولى فيها إلى أن بلغ السابعة من عمره، فأغار عليها التتار، ففر أهلوها منها، وكان ممن هاجر أسرة ابن تيمية، هاجرت إلى دمشق.
وصلوا إلى دمشق بعون الله، واستقروا فيها آمنين. لم يذكر المؤرخون الذين قرأت لهم القبيل الذي تنتمى إليه أسرة ابن تيمية، فلم يذكروا له نسبة إلا أنه الحرانى فنسبوه إلى بلده حران موطن أسرته الأول، ولم ينسبوه إلى قبيلة من قبائل العرب، وإن هذا يشير إلى أنه لم يكن عربيا، أو لم يعرف انه عربي منسوب إلى قبيلة من قبائل العرب، ولذلك نستطيعأن نفهم أو نعلم علما ظنيا أنه لم يكن عربيا، ولعله أنه كرديا.
ولم يذكر المؤرخون شيئا عن أمه، ولا قبيلها، وهي في الغالب ليست عربية، ولقد عاشت إلى أن اكتمال مجد ابنها، وعاونته في جهاده، وعندما كان بمصر معتقلا، كان يكتب إليها رسائل تفيض برا وعطفا وإخلاصا وإيمانا.
انتقلت أسرته إلى دمشق واستقر بها المثوى، والعالم الجليل حيثما حل وجد مكانه من الهدى والإرشاد، وكذلك كان الشيخ شهاب الدين والد تقي الدين موضع بحثنا، فإنه بمجرد أن وصل إلى دمشق، ذاع فضله واشتهر أمره. فكان له كرسى للدراسة والتعليم، والوعظ والإرشاد. بجامع دمشق الأعظم، وتولى مشيخة دار الحديث السكرية ، وبها كان سكنه، وفيها تربى ولده تقي الدين.
هذه أسرة تقي الدين ابن تيمية، وهي أسرة علم امتازت بقوة البيان، وقوة الذاكرة، وحبست نفسها على العلم، وكان من النتائج لهذه البيئة العلمية أن يتجه الفتى الناشئ فيها إلى العلم، فاتجه إليه الغلام ابن تيمية صغيرا، فحفظ القرآن الكريم منذ حدائة سنة.
واتجه بعد حفظ القرآن إلى خفظ الحديث واللغة، وتعرف الأحكام الفقهية، وحفظ ما يسعفه به الزمن، وقد بدأ فيه منذ صغره ثلاث مزياه، هي التي نمت وظهرت ثمراتها في كبره.
ومهما يكن فمن الثابت أن ابن تيمية رضي الله عنه قد آتاه الله ذاكرة واعية منذ صباه. قد كان يمتاز بأنه يلقى دروسه في الجامع الأكبار بدمشق غير معتمد على كتاب، وقد كان مختصا بذلك من بين قرنائه وزملائه، والولد سر أبيه، فلا عجب إذا جاء ابن تيمية ابن تيمية مختصا بما اختص به أبوه، وزاد ذاكرته وإرهاقا من بعد بعد المواقف الجلى التي كانت تحتدم بالجدل بينه وبين مخالفيه من الفقهاء وعلماء الكلام والصوفية والشيعة وغيرهم.
وإذا كان أبو تقي الدين له رياسة في مشيخة الحديث ، فلا بد أن يتجه ابنه أول ما يتجه بعد حفظ القرآن إلى حفظ الحديث وروايته، وتلقيه عن رجاله، وسماع الدواوين الكبار، كسند الإمام أحمد، وصحيح البخاري، ومسلم وجامع الترميذي، وسنن أبي داوود السجستاني والنسائي وابن ماجة والدارقطني، سمع كلا منها مرة عدة، وأول كتاب حفظه في الحديث الجمع بين الصحيحين للإمام الحميدي.
ولقد كان مع دراسته للحديث يدرس علوما أخرى، فدرس الرياضة، وعني بالعلوم العربية عناية خاصة. فدرسها كأنه يقصد إليها ليتخصص فيها، فحفظ المنثور والمنظوم ، وأخبار العرب في القديم، وأيام ازدهار والدولة الإسلامية، وبرع في النحو براعة واضحة، حتى إنه ليتأمل كتاب سيبويه ويدرسه دراسة فاحصة ناقدة، فيخالف بعض ما فيه معتمدا على ما درس في غيره، فلم يكن المتهجم عن غير بينة، المندفع في القول عن غير حجة وسلطان مبين. مات ابن تيمية في السجن (قلعة) في عشرين من ذوالقاعدة سنة ٧٢٨ هجرة.
Salaam 'alaik Ukhtuna Athirah,
ReplyDeleteBagaimana ya dengan sisi yang mengatakan Syaikh Ibnu Taimiyah ini ada kontroversi, khususnya dari segi 'aqidah?
Saya sedang mencari pencerahan.
Jazakumullah khair
Wa'alaiksalam Akh Ikhwan..
ReplyDeletePertama skali, memang tak dinafikan adanya kontroversi Syeikh Ibn Taimiyah dari sudut tersebut,ada yang mengatakan beliau wahabi dan sebagainya.Wallahualam sejauh mana kebenarannya.
Maaf akh Ikhwan, ana baru mengkaji Ibn Taimiah tentang fatwa usul fiqhnya, belum keseluruhan termasuk bab 'aqidah..
Tapi, alhamdulilah..injuksi yang menarik.InsyAllah kalau ada penjelasannya,sama2 kongsi.
Alhamdulillah.
ReplyDeleteSaya pun rasa risau dengan perpecahan umat Islam, diledakkan lagi dengan isu dan anasir Wahhabi, keangkuhan "ulama" yang melabel dan menghukum orang lain yang tidak sependapat dengan mereka.
Deras arus fitnah, lebih buruk lagi fitnah sesama 'ulama, menyebabkan orang awam terus terhimpit.
Jazakumullah khair.